كانت جائزة سويسرا الكبرى في بوميرون هي واحدة من أكثر الأحداث المنتظرة في عالم السباقات، والتي ينتظرها عشاق هذه الرياضة بحماس.
ومع ذلك، لم يكن أحد يتوقع ما حدث في هذا الحدث الذي تحول إلى كارثة حقيقية. فقد شهدت الجائزة حادثًا مروعًا أدى إلى وفاة العديد من المتفرجين وإصابة العديد من الآخرين، والذي تسبب في صدمة كبيرة لمحبي الرياضة على مستوى العالم.
مأساة بوميرون: كيف أصبحت السباقات لعبة قتال
يعتبر حادث سباق جائزة سويسرا الكبرى في بوميرون الذي وقع في عام 1955 وأسفر عن وفاة 80 شخصًا، بما في ذلك 72 متفرجًا، وإصابة حوالي 120 شخصًا.
حدث بسبب اصطدام سيارة مرسيدس-بنز يقودها السائق البريطاني مايك هاوثورن بسرعة عالية مع السيارة الذاتية المناسبة للسائق الفرنسي بيير لوفي والتي انقلبت وانفجرت وقت الاصطدام.
لقد حدث الحادث في الساعة الثالثة بعد الظهر، عندما كان السائقون يتنافسون في اللفة الثانية من الجائزة.
وفي ذلك الوقت، كانت السيارات تسير بسرعة عالية على المنعطف الثالث، وفجأة خرجت إحدى السيارات عن المسار واصطدمت بالحاجز الفاصل بين المنحدر والمنطقة المخصصة للمتفرجين.
الحادث تسبب في إصابة العديد من السائقين، مثل السائق الفرنسي بيير لوفيبما الذي كانت سيارته الذاتية تحتوي علي خزان وقود بسعة 200 لتر كان مصنوعًا من المعدن الرقيق وغير محمي بشكل كافٍ، وهذا ما تسبب في انفجاره عندما انقلبت السيارة. كما كانت معظم الحواجز الواقية المستخدمة في الحدث مصنوعة من الخشب والقش ولم تكن قادرة على تحمل قوة الاصطدام.
تحقيق في كارثة بوميرون: بحث عن المسؤولين
وبعد حدوث الحادث، تم إلغاء الجائزة وتحويل الانتباه إلى التحقيق في الحادث. وبعد التحقيق. تبين أن السبب الرئيسي للحادث كان عطل في فرامل السيارة التي خرجت عن المسار. وقد أدى هذا العطل إلى عدم القدرة على الوقوف في الوقت المناسب، مما أدى إلى الاصطدام بالحاجز الفاصل.
بعد الحادث الأليم في سباق جائزة سويسرا الكبرى في بوميرون. تم تشكيل لجنة تحقيق لتحديد أسباب الحادث وتقديم توصيات لتحسين سلامة السائقين والمتفرجين في السباقات. وقد أدى عمل هذه اللجنة إلى تطوير الإجراءات الوقائية والتحسينات التقنية التي أدت في النهاية إلى تحسين سلامة السباقات.
تطور من أجل الأمان
كانت تلك الكارثة دافعا لي الفرق المسؤولة عن تنظيم السباقات، مثل الاتحاد الدولي للسيارات، الي اتخاذ إجراءات صارمة لضمان سلامة السائقين والمتفرجين في المستقبل
وقد تم تطوير العديد من التقنيات الجديدة لتحقيق هذه الأهداف، بما في ذلك تصميم السيارات بشكل أكثر أمانًا. واستخدام الحواجز الواقية المصنوعة من مواد متينة ومتطورة. وتم تطوير معايير جديدة لتحديد مناطق الجمهور الآمنة والمناطق الآمنة للسائقين.
وتم تحسين الإجراءات الوقائية الصارمة، بما في ذلك استخدام معدات الحماية الشخصية للسائقين وتطبيق قواعد صارمة لتحديد الحوادث وتحسين سلامة السائقين والمتفرجين.
كما تم تحديث اللوائح والتشريعات المتعلقة بالسلامة في السباقات. والتي تشمل متطلبات صارمة للحواجز الواقية والتصميم الآمن للسيارات.
وتعد السلامة في السباقات مسألة حرجة، ولا يمكن إغفالها أو تجاهلها. ومن خلال العمل المستمر على تحسين سلامة السباقات وتطوير التقنيات الجديدة. يمكن تقليل خطر وقوع حوادث وتحسين سلامة الجميع في هذه الرياضة الشيقة والمثيرة.
ويجب الإشارة إلى أن حوادث مماثلة وقعت في السباقات الأخرى في السنوات التي تلت هذا الحادث، مما أدى إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الوقائية والتحسينات في تصميم السيارات والحواجز الواقية.
كيف أصبحت السلامة أولوية في سباقات الفورمولا 1
حاليا تم تطوير تصميم السيارات بشكل أكثر أمانًا باستخدام مواد أكثر متانة ومتطورة وتصميم داخلي يوفر حماية أكبر للسائقين.
وتستخدم السيارات الحديثة أيضًا نظمًا للتحكم في الانزلاق والتوازن والفرامل لتحسين الأداء والسلامة.
التطوير شمل ايضا استخدام الحواجز الواقية المتطورة المصنوعة من مواد متينة ومتطورة مثل الفولاذ والألمنيوم والألياف الزجاجية لتوفير حماية أكبر للسائقين والمتفرجين.
بالأضافة الي انه يتم استخدام تقنيات الاتصال لتحسين الاتصال بين السائقين وفرق الإطفاء والإنقاذ في حالة وقوع حادث. و استخدام أنظمة تحديد المواقع العالية لمساعدة السائقين على تحديد مواقعهم بدقة وتحسين أدائهم في المضمار.
ومؤخرا يتم الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات السائقين وتحديد المخاطر والتحكم في السرعة وتحسين الأداء والسلامة واستخدام الروبوتات للقيام بمهام خطيرة ومهام الإنقاذ في حالات الحوادث.
من أجل مستقبل أكثر أمانًا
بالرغم من أن حادث جائزة سويسرا الكبرى في بوميرون لا يزال يعتبر حادثًا مأساويًا. إلا أنه قاد إلى تحسينات جذرية في سلامة السائقين والمتفرجين في السباقات.
وتقدم التقنيات الحديثة تحسينات مستمرة في سلامة السباقات، مما يضمن تقليل خطر وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.
ومن خلال التزام الصناعة بالسلامة والعمل المستمر على تحسين التقنيات والإجراءات الوقائية، يمكن تحسين سلامة السائقين والمتفرجين في السباقات. وضمان استمرارية هذه الرياضة الشيقة والمثيرة. فالسلامة هي الأولوية القصوى في أي رياضة.
المصادر:
كتاب “The Limit: Life and Death on the 1961 Grand Prix Circuit” للكاتب مايكل كانينجهام.
موقع الاتحاد الدولي للسيارات (FIA).
موقع “The Cahier Archive”.
“Motor Sport Magazine”.
فيلم وثائقي بعنوان “Grand Prix: The Killer Years”.